وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) : «ليختلجنّ قوم من أصحابي دوني ـ وأنا على الحوض ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فانادي : «يا ربّ أصحابي أصحابي» فيقال لى : «إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». فأقول : «سحقا سحقا لمن بدّل بعدي».
وفي بعض الروايات (٢) «أنّ الحوض تشخب فيه ميزابان من الجنّة».
وقد يقال : إنّ الحوض على باب الجنّة خارج عنها ، وماؤه الموعود من ماء الكوثر الذي هو النهر الجاري في وسط الجنّة.
وفسّر ابن عبّاس (٣) «الكوثر» بالخير الكثير ، فقيل له : «إنّ ناسا يقولون : «إنّه نهر في الجنّة»؟ فقال : «هو من الخير الكثير».
وفسّر ـ أيضا ـ بالنبوّة وبالقرآن وبخديجة ـ رضي الله عنها ـ فإنّ جميع أولاده عليهمالسلام منها ـ سوى إبراهيم ـ.
__________________
(١) ـ الاعتقادات : الباب السابق. عنه البحار : ٨ / ٢٧ ، ح ٣٠. والحديث مرويّ في كتب العامة بألفاظ مختلفة ، راجع البخاري : كتاب الرقاق ، باب في الحوض ، ٨ / ١٤٨ ـ ١٥٢ ، وكتاب الفتن ، الباب الأول ، ٩ / ٥٨ ـ ٥٩. مسلم : كتاب الفضائل ، باب (٩) إثبات حوض نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفاته ، ٤ / ١٧٩٢ / ١٨٠٢.
(٢) ـ مسلم : الباب السابق ، ح ٣٦ ، ٤ / ١٧٩٨.
(٣) ـ في البخاري (كتاب التفسير ، سورة الكوثر : ٦ / ٢١٩) : «... حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّه قال في الكوثر : هو الخير الذي أعطاه الله إيّاه. قال أبو بشر : قلت لسعيد بن جبير : فإن الناس يزعمون أنه نهر في الجنّة؟ فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إيّاه».
ومثله في المستدرك للحاكم : كتاب التفسير ، سورة الكوثر : ٢ / ٥٣٧. تفسير الطبري : سورة الكوثر : ٣٠ / ٢٠٨.