منها كان المنتهى إلى ربّ العالمين ـ عزوجل ـ وهو قوله ـ تبارك وتعالى ـ : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) [٨٩ / ١٤].
والناس على الصراط ، فمتعلّق وقدم تزلّ وقدم تستمسك ؛ والملائكة حولهم ينادون : «يا حليم اغفر ، واصفح ، وعد بفضلك ، وسلّم سلّم» ؛ والناس يتهافتون فيها كالفراش ، فإذا نجا ناج برحمة الله ـ عزوجل ـ نظر إليها فقال : «الحمد لله الذي نجّاني منك بعد إياس بمنّه وفضله ، إنّ ربّنا لغفور شكور».
وبإسناده (١) عن مولانا الصادق عليهالسلام قال : «الناس يمرّون على الصراط طبقات ، والصراط أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف ؛ فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس ، ومنهم من يمرّ حبوا ، ومنهم من يمرّ مشيا ، ومنهم من يمرّ متعلّقا ، قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا».
وروي مثل ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) وروي أنّ مرورهم على الصراط على قدر نورهم(٣).
وفي الأخبار العاميّة : «ومنهم من يجوزها لا يخشى شيئا من
__________________
(١) ـ أمالي الصدوق : ٢٤٢ ، المجلس الثالث والثلاثون ، ح ٥. الزهد : باب الحشر والحساب ... ، ٩٢ ، ح ٢٤٨ ، مع فرق يسير. عنهما البحار : ٨ / ٦٤ ، ح ١.
(٢) ـ المستدرك للحاكم : كتاب التفسير ، سورة مريم ، ٢ / ٣٧٦. وكتاب الأهوال : ٤ / ٥٩٠.
(٣) ـ راجع ما مضى في الفصل السابق : إن الصراط يظهر يوم القيامة على قدر المارين عليه ... وكذا الحديث المذكور في التعليقة السابقة.
كنز العمال : ١٤ / ٣٨٦ ـ ٣٨٨ ، ح ٣٩٠٣٦ ـ ٣٩٠٣٩.