وعن ابن سلام (١) : «إنّ ميزان ربّ العالمين ينصب للجنّ والإنس ، يستقبل به العرش ، إحدى كفّتي الميزان على الجنّة ، والاخرى على جهنّم ؛ ولو وضعت السماوات والأرض في إحداهنّ لوسعتهنّ ؛ وجبرئيل عليهالسلام آخذ بعموده ينظر إلى لسانه».
فبيانه : أنّ جملة الخلائق المسمّاة بالعرش من وجه ـ كما ورد في كلام الصادق عليهالسلام (٢) ـ هو بمنزلة ميزان عظيم ، له كفّتان وسيعتان وعمود ولسان ، ولا يبعد أن يتصوّر يوم القيامة للخلائق بهذه الصورة الميزانيّة ، ويتراءى لهم كذلك ـ لما ثبت في محلّه أنّ صور الأشياء تتبدّل بتبدّل النشآت والمواطن (٣) ، فلكلّ شيء صورة في نشأة غير صورته التي له في النشأة الاخرى ـ.
فإحدى كفّتيه عن يمين العرش ـ وهي كفّة الحسنات ـ وفيها كلّ ما يصعد من هذا العالم إلى عالم الغيب من الكلم الطيّب والعمل الصالح ، والأقوال الصادقة ، والأخلاق الفاضلة ـ إلى غير ذلك من الحسنات والباقيات الصالحات ـ وبالجملة ما يتبع الأرواح الطيّبة.
والكفّة الاخرى عن يسار العرش ، وهي كفّة السيئات ؛ وفيها كلّ ما في هذا العالم من الأعمال الخبيثة الزائلة ، والإدراكات الجزئيّة المتغيّرة ـ من الحيل والأكاذيب والأوهام والخيالات الفاسدة ، وبالجملة ما يلزمه الأرواح الخبيثة.
__________________
(١) ـ أورده الفخر الرازي في تفسير سورة الأعراف / ٨ ، ١٤ / ٢٥.
(٢) ـ راجع الصفحة : ٢٣٥.
(٣) ـ راجع الأسفار الأربعة : ٨ / ٣٦٩.