وقال (١) : «الحدود كفّارت لأهلها».
فالظالم يتبع شهوته بالظلم ، وفيه ما يقسي قلبه ويسوّده ، فيمحو أثر النور الذي في قلبه من طاعته ـ وكأنّه أحبط طاعته ـ.
والمظلوم يتألّم ويكسر شهوته ويستنير به قلبه ، وتفارقه الظلمة والقسوة التي حصلت له من اتّباع الشهوات.
ولقد كان قلب الظالم مستنيرا فكأنّه انتقل النور من قلب الظالم إلى قلب المظلوم ، وانتقل السواد من قلب المظلوم إلى قلب الظالم.
وهذا وإن لم يكن انتقالا حقيقيا ـ بل هو بطلان أمر من موضع وحدوث مثله في موضع آخر ـ إلّا أنّ إطلاق النقل على مثل ذلك استعارة شائعة كما يقال : «انتقل الظلّ ، أو نور الشمس من موضع إلى موضع ، أو ولاية القضاء من فلان إلى فلان» ونحو ذلك.
ـ كذا أفاد بعض العلماء ـ.
* * *
__________________
(١) ـ في الترمذي (كتاب الحدود ، الباب (١٢) ، ٤ / ٤٥ ، ح ١٤٣٩) : «من أصاب من ذلك شيئا فعوقب عليه فهو كفارته». وفي ابن ماجة (كتاب الحدود ، الباب ٣٣ ، ٢ / ٨٦٨ ، ح ٢٦٠٣) : «من أصاب منكم حدا ، فعجّلت عقوبته ، فهو كفّارته ...».