فيقول : «أنا أستحيي منه».
فيقول إسرافيل : «ناد أنت ـ يا ميكائيل».
فيقول : «السلام عليك يا محمّد» ، فلا يجيبه ؛ فيقول لملك الموت : «ناد أنت». فيقول : «[أيّتها] الروح الطيّبة ـ ارجعي إلى البدن الطيّب» ، فلا يجيبه أحد ، ثمّ ينادي إسرافيل : «أيّتها الروح الطيّبة ، قومي لفصل القضاء والحساب والعرض على الرحمن» ، فينشقّ القبر ، فإذا هو جالس في قبره ، فينفضّ التراب عن رأسه ولحيته ، فيعطيه جبرئيل حلّتين والبراق.
فيقول محمّد : «يا جبرئيل ـ أيّ يوم هذا»؟
فيقول : «هذا يوم الندامة ، يوم الحسرة والملامة ، هذا يوم الميثاق ، هذا يوم الفراق ، هذا يوم التلاق».
فيقول : «يا جبرئيل ـ بشّرني».
فيقول : «يا محمّد ـ معي لواء الحمد والتاج».
فيقول : «لست أسألك عن هذا».
فيقول : «الجنّة قد زخرفت لقدومك ، والنار قد اغلقت».
فيقول : «لست أسألك عن هذا ، وأسألك عن أمّتي المذنبين ، لعلّك تركتهم على الصراط»؟
فيقول إسرافيل : «وعزّة ربّي ـ يا محمّد ـ ما نفخت الصور بعد».
فيقول : «الآن طابت نفسي وقرّت عيني» ؛ فيأخذ التاج والحلّة فيلبسهما ، ويركب البراق ؛ وله جناحان يطير ما بين السماء والأرض ، ووجهه كوجه الإنسان ، ولسانه كلسان البقر ، واضح الجبين ، ضخم القرنين ، رقيق الاذنين من زبرجد ، أخضر العينين ، ويقال كالكوكب