فصل [٦]
[آثار الأعمال والملكات في القبر]
قال بعض العلماء (١) :
«كلّ من شاهد بنور البصيرة باطنه في الدنيا لرآه مشحونا بأنواع المؤذيات والسباع ـ مثل الشهوة والغضب والمكر والحسد والحقد والكبر والريا والعجب ـ وهي التي لا تزال تفترسه وتنهشه إن سها عنها بلحظة ، إلّا أنّ أكثر الناس محجوب العين عن مشاهدتها لشغلهم بالامور الدنياويّة ، وبما يرد عليهم من الخارج من طرق الحواس ؛ فإذا انكشف الغطاء ووضع الإنسان في قبره عاينها ، وقد تمثّلت بصورها وأشكالها الموافقة لمعانيها ، فيرى بعينه العقارب والحيّات قد احدقت به ، وإنّما هي ملكاته وصفاته الحاضرة الآن في نفسه ـ وقد انكشفت له صورها الأصليّة ، فإنّ لكلّ معنى صورة تناسبه.
فهذا عذاب القبر إن كان شقيّا ويقابله إن كان سعيدا».
ـ انتهى ـ.
وحاصله أنّ عذاب القبر وثوابه بعينها الأمور التي كانت مع
__________________
(١) ـ لم أعثر على القائل ، وقد أورده صدر المتألهين أيضا في مفاتيح الغيب (٦٣٨) حاكيا بعض أهل الكشف ، وفي المبدأ والمعاد عن بعض العرفاء ، وفي الأسفار الأربعة (٩ / ٢٢٠) عن بعض العلماء.