فقالوا : «وما الجنّة والنار»؟
فوصف لهم ذلك ، فقالوا : «متى نصير إلى ذلك»؟
فقال : «إذا متم».
فقالوا : «فقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا» ؛ فازدادوا له تكذيبا وبه استخفافا ، فأحدث الله ـ تعالى ـ فيهم الأحلام ، فأتوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك. فقال : «إنّ الله ـ تعالى ـ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا ، هكذا تكون أرواحكم إذا متم ، وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان».
وبإسناده (١) الصحيح عن أبيه الصادق عليهالسلام : إنّه قيل له : «جعلت فداك ، يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر حول العرش».
فقال : «لا ـ المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ، ولكن في أبدان كأبدانهم».
وفي رواية اخرى عنه عليهالسلام (٢) : «... فإذا قبضه الله صيّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ؛ فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا».
وفي لفظ آخر (٣) : «إنّهم في الجنّة على صور أبدانهم ، لو رأيته لقلت : فلان».
__________________
(١) ـ الكافي : كتاب الجنائز ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ٣ / ٢٤٤ ، ح ١.
عنه البحار : ٦ / ٢٦٨ ، ح ١١٩.
(٢) ـ الكافي : الباب السابق ، ٣ / ٢٤٥ ، ٦. عنه البحار : ٦ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، ح ١٢٤.
(٣) ـ لم أعثر عليه في الكافي ، ولكنه في التهذيب : باب تلقين المحتضرين ، ح ١٧٢ ، ١ / ٤٦٦.