هنا ؛ فلا صبر لي على محمّد وعترته ، وألحقني بهم».
فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه ، فيسلّها كما يسلّ الشعرة من الدقيق ، وإن كنتم ترونه في شدّة ، فليس هو في شدّة ؛ بل هو في رخاء ولذّة.
* * *
فإذا دخل قبره وجد جماعتنا هناك.
وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما للآخر : «هذا محمّد وعليّ والحسن والحسين وخيار صحابتهم بحضرة صاحبنا ، فلنصنع بهم (١)». فيأتيان فيسلّمان على محمّدعليهالسلام سلاما منفردا ، ثمّ يسلّمان على عليّ سلاما منفردا ، ثمّ يسلّمان على الحسن والحسين سلاما يجمعانهما فيه ، ثمّ يسلّمان على سائر من معنا من أصحابنا ؛ ثمّ يقولان : «قد علمنا ـ يا رسول الله ـ زيارتك في خاصّتك لخادمك ومولاك ، ولو لا أنّ الله يريد إظهار فضله لمن بهذه الحضرة من أملاكه ومن يسمعنا من ملائكته بعدهم لما سألناه ، ولكن أمر الله لا بدّ من امتثاله».
ثمّ يسألانه فيقولان : «من ربّك ، وما دينك ، ومن نبيّك ، ومن إمامك ، وما قبلتك ومن أخوانك»؟
فيقول : «الله ربّي ، ومحمّد نبيّي ، وعليّ وصيّ محمّد إمامي ، والكعبة قبلتي ، والمؤمنون ـ الموالون لمحمّد وعليّ وأوليائهما ، المعادون لأعدائهما إخواني ـ أشهد أن لا إله إلّا الله وحده ، لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّ أخاه عليّا وليّ الله ، وأنّ من نصبهم للإمامة
__________________
(١) ـ يحتمل القراءة : «فلنصنع لهم». المصدر : «فلنتضع لهم».