وروى عليّ بن إبراهيم في تفسيره (١) بإسناده عن شهر بن حوشب (٢) قال : قال لي الحجّاج : «يا شهر ـ آية في كتاب الله قد أعيتني».
فقلت : «أيّها الأمير ـ أيّة آية هي»؟
فقال : «قوله : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) [٤ / ١٥٩] ، والله لأنّي آمر باليهوديّ والنصرانيّ ، فيضرب عنقه ، ثمّ أرمقه بعيني ، فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد».
فقلت : «أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت». قال : «كيف هو»؟
قلت : «إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة يهوديّ ولا غيره إلّا آمن به قبل موته ويصلّي خلف المهدي».
قال : «ويحك ـ أنّى لك هذا ، ومن أين جئت به»؟
فقلت : «حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام». فقال : «جئت ـ والله بها من عين صافية ـ».
__________________
(١) ـ تفسير القمي : ١ / ١٨٦. في تفسير الآية. البحار : ٩ / ١٩٥ ، ح ٤٥ ، و ١٤ / ٣٤٩ ، ح ١٣.
(٢) ـ شهر بن حوشب أبو سعيد الأشعري الشامي من التابعين. كان مولده زمن عثمان وتوفى سنة مائة ، أو ثمان وتسعين ، أو إحدى عشرة ومائة ، أو اثنتى عشرة ومائة ـ على ما قيل فيه من الأقوال. حكى الطبري (تاريخ الطبري : ٦ / ٥٣٨) : «كان شهر بن حوشب على خزائن يزيد بن المهلب ، فرفعوا عليه أنه أخذ خريطة ، فسأله يزيد عنها ، فأتاه بها ؛ فدعا يزيد الذي رفع عليه ، فشتمه ، وقال لشهر : هي لك. قال :
لا حاجة لي فيها ؛ فقال القطامي الكلبي ـ ويقال : سنان بن مكمل النميري ـ :
لقد باع شهر دينه بخريطة |
|
فمن يأمن القرّاء بعدك ـ يا شهر |
أخذت به شيئا طفيفا وبعته |
|
من ابن جونبوذ إن هذا من الغدر |
الواقدي (الطبقات : ٧ / ٤٤٩) : «وكان ضعيفا في الحديث». راجع أيضا : سير أعلام النبلاء : ٤ / ٣٧٢ ـ ٣٧٨. المعارف : ٤٤٨. وغيرها من التراجم.