وأمّا عيسى وإبليس : فبنصّ الكتاب والسنّة في غير موضع ، وأمّا الخضر والدجّال فبالنصوص المستفيضة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام.
قال الله عزوجل في عيسى عليهالسلام : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) [٤ / ١٥٩] ، ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد ، ولا بدّ من أن يكون هذا في آخر الزمان ؛ كما ورد به النصّ في أخبار كثيرة وقد مرّ بعضها.
وروى مسلم في صحيحه (١) عن النواس بن سمعان (٢) ـ في حديث طويل ـ قصّة الدجّال ، قال : فينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق بين مهرودتين (٣) واضعا كفّيه على أجنحة ملكين». وفي حديث آخر (٤) : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم».
وعن ابن عبّاس عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال (٥) : «لن تهلك أمّة أنا في أوّلها ، وعيسى في آخرها ، والمهديّ في وسطها».
__________________
(١) ـ مسلم : كتاب الفتن ، الباب (٢٠) ذكر الدجال وصفة ما معه ، ٤ / ٢٢٥٣ ، ح ١١٠.
(٢) ـ قال في الإصابة (٣ / ٥٧٩ ، رقم ٨٨٢٢) : «نواس بن سمعان بن خالد بن عمرو ... له ولأبيه صحبة وحديثه عند مسلم في صحيحه».
(٣) ـ قال النووي (شرح صحيح مسلم : ١٨ / ٦٧) : «أما المنارة فبفتح الميم ، وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق ... وأمّا المهرودتان : فروي بالدال المهملة والذال المعجمة ، والمهملة أكثر ... ومعناه لابس مهرودتين ؛ أي ثوبين مصبوغين بورس ثمّ بزعفران.
وقيل هما شقتان ، والشقة نصف الملاءة».
(٤) ـ مسلم : كتاب الإيمان ، الباب (٧١) باب نزول عيسى بن مريم ... ، ١ / ١٣٦ ، ح ٢٢٤.
راجع ملحقات الإحقاق : ١٣ / ١٩٥.
(٥) ـ فرائد السمطين : السمط الثاني ، الباب الحادي والستون ، ٢ / ٣٣٩. كنز العمال : ١٤ / ٢٦٦ ، ح ٣٨٦٧١. راجع تخريج الحديث أيضا في ملحقات الإحقاق : ١٣ / ٢٠٠ ـ ٢٠٣ و ١٩ / ٦٨٢ ـ ٦٨٣.