فصل [٢]
[أشراط الساعة]
روى عليّ بن إبراهيم ـ ره ـ في تفسيره (١) بإسناده عن عبد الله بن عبّاس قال : حججنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حجّة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة ، ثمّ أقبل علينا بوجهه فقال :
«ألا اخبركم بأشراط الساعة»؟
وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان ـ رحمهالله ـ فقال : «بلى ـ يا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم».
فقال : «إنّ من أشراط الساعة إضاعة الصلوات ، واتّباع الشهوات والميل مع الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدين بالدنيا ؛ فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء ، ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره».
قال سلمان : «وإنّ هذا لكائن ـ يا رسول الله»؟
قال : «إي ـ والذي نفسي بيده ، يا سلمان ـ إنّ عندها يليهم أمراء
__________________
(١) ـ تفسير القمي : تفسير الآية [٤٧ / ١٨](فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) ، ٢ / ٣١٠ ـ ٣١٤.
عنه البحار : ٦ / ٣٠٦ ، ح ٦.
والحديث ضعيف سندا ومتنا ، على أنّ أكثر ما جاء فيه ـ مثل اتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم أصحاب المال ، وبيع الدين بالدنيا ، وغيرها ـ كان موجودا مستمرا في جميع الأزمنة ومع جميع الأقوام ؛ فكيف يجعل من أشراط الساعة ، وكيف يتعجب منها مثل سلمان ، الذي عمر العمر الطويل ورأى الفرق والأقوام المختلفة وفسادهم وفسوقهم.