فصل [٢١]
قال مولانا الصادق عليهالسلام (١) في كلام له :
«فالزم ما أجمع عليه أهل الصفا والتقى من اصول الدين وحقائق اليقين والرضا والتسليم ، ولا تدخل في اختلاف الخلق ومقالاتهم فيصعب عليك ، وقد أجمعت الامّة المختارة بأنّ الله واحد ليس كمثله شيء ، وأنّه عدل في حكمه ، ويفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ولا يقال له في شيء من صنعه «لم؟» ، ولا كان ولا يكون شيء إلّا بمشيّته (٢) ، وأنّه قادر على ما يشاء ، وصادق في وعده ووعيده ، وأنّ القرآن كلامه ، وأنّه كان قبل الكون والمكان والزمان ، وأنّ إحداثه وإفنائه غيره سواء (٣) ، ما ازداد بإحداثه علما ، ولا ينقص بفنائه ملكه ـ عزّ سلطانه وجلّ سبحانه ـ.
فمن أورد عليك ما ينقض هذا الأصل ، فلا تقبله ؛ وجرّد باطنك لذلك ، ترى بركاته عن قريب وتفوز مع الفائزين».
__________________
(١) ـ مصباح الشريعة : الباب السابع والستون ، في بيان الحقّ والباطل : ٤٤ ـ ٤٥.
عنه البحار : ٧٠ / ٢٩٤ ، ح ٤٠.
(٢) ـ المصدر : + وإرادته.
(٣) ـ المصدر : وان احداث الكون وفنائه عنده سواء.