فصل [١٩]
[العالم والمقلّد
في العقائد والأحكام]
من اهتدى إلى
معرفة أهل البيت عليهمالسلام وولائهم ومتابعتهم وسلوك طريقتهم في العقائد والأعمال ،
فإن كان راويا لحديثهم ، ناظرا في حلالهم وحرامهم ، عارفا بأحكامهم : فهو نائب
عنهم عليهمالسلام ، حاكم على شيعتهم ، ويجب على الناس قبول قوله والائتمار
بأمره ، والانتهاء عن نهيه ؛ وهو المسمّى في عرف المتشرّعة بالمجتهد والفقيه
الجامع لشرائط الإفتاء ؛ فله الإفتاء والحكم بين الناس بما أنزل الله ، وهدايتهم
إلى طريق الحقّ في الاصول والفروع جميعا.
ومن لم يكن كذلك
فهو العامي المقلّد ، يأخذ دينه عن ذلك المجتهد ، ويتّبع قوله في الأصول والفروع.
ويأتي ذلك المجتهد
كلّا من أهل التقليد بما يصلح لعقله ، فينزّل في المعارف بالله إلى العاميّ الضعيف
الرأي بما يصلح لعقله من ذلك ، وإلى الكثير العقل ، الصحيح النظر ، بما يصلح لعقله
ـ كما هو طريقة الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام. فإنّ «العلماء ورثة الأنبياء» .
__________________