جهالاتهم ، وضلّوا
عن الطريق القويم ؛ فافترقت أحزاب ، وانشعبت في بدع وأهواء ، فصار الأمر إلى ما
ترى.
وإلى هذا أشار
دعبل الخزاعي حيث قال :
وما سهّلت تلك
المذاهب فيهم
|
|
على الناس إلّا
بيعة الفلتات
|
وتظلّمات أهل
البيت عليهمالسلام من أفعال هؤلاء ـ أبعدهم الله ـ ونسبة ما جرى عليهم من
الظلم والجور وغصب الحقوق ـ على طول المدّة ـ إليهم معلوم شايع ؛ ونعم ما قيل :
«إنّ الحسين عليهالسلام إنّما اصيب في يوم السقيفة».
وقال مولانا
الصادق عليهالسلام : «ما من محجمة دم اهريقت ـ إلى يوم القيامة ـ إلا وفي
أعناقهما» ـ رواه في الكافي ـ .
وذلك لأنّ كلّ
ظالم تأخّر عنهم ، فإنّما هو بظلمهم اقتدى ، وفي بيداء ضلالتهم هام وغوى ، وكلّ ما
تعطّل في حدود الله وضاع من حقوق الله ، أو حصل به نقص في الدين ، أو حيف على
المؤمنين ، فعهدته عليهم ، وتبعته لديهم ، وهم عنه مسئولون ، وبه مطالبون بين يدى
الحكم العدل الّذي لا يجور ، ولا يخفى عليه مكنون ولا مستور (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ
مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [٤٠ / ٥٢].
فنحن براء منهم ،
وممن مالأهم وشايعهم ورضي بفعالهم ، وكفرنا بهم ، وبدا بيننا وبينهم العداوة
والبغضاء أبدا ، حتّى تؤمنوا بالله وحده ؛ ولن يؤمنوا بالله وحده ، لأنّهم زهقت
أنفسهم وهم كافرون.
__________________