فصل [١٤]
[لا عجب من اتّباع الناس للباطل]
قال السيّد بن طاوس ـ رحمهالله ـ (١) :
«ومما يزيل بعض التعجّب من ضلال أكثر هذه الامّة عن الصواب وغلبة الباطل على الحقّ في ظاهر الأسباب ، أنّ هذه سنّة ماضية في الامم الخالية ؛ فإنّ آدم عليهالسلام كان له في دنياه ولدان ـ قابيل وهابيل ـ فغلب قابيل المبطل هابيل المحقّ ، وبقيت أمّة شيث عليهالسلام ومن بعده في تقيّة وفي مقام المغلوبين بالظالمين. إلى أن جاءت نبوّة نوح عليهالسلام فلم يزالوا عليه مستظهرين وله معاندين إلى أن أهلكهم الله ـ عزوجل ـ بالغرق الشامل والهلاك الهائل. وكذا جرى لصالح عليهالسلام مع أمّته ، ولهود عليهالسلام مع أمّته ، وللوط عليهالسلام مع أمّته ولإبراهيم عليهالسلام مع نمرود ، ولموسى عليهالسلام مع فرعون ، ولامّة عيسى عليهالسلام حتّى أخرجه الله منهم من الأرض وأصلاه إلى السماء ، وما انقادوا لأحد من الأنبياء إلّا بالآيات ، أو القهر وأنواع البلاء ، وما استقام أمرهم مع داود عليهالسلام إلّا بامور مدخلة (٢) للآراء ، وما استقام أمرهم مع سليمان عليهالسلام إلّا بمعونة الجنّ والشياطين وطاعة الطير وغيرها وتسخير الهواء ، وما استقاموا لذي القرنين إلّا بالقتل الذريع وسفك الدماء.
__________________
(١) ـ كشف المحجة : الفصل السابع والتسعون : ١٣٠ ـ ١٣١.
(٢) ـ المصدر : مذهلة.