فصل [١٣]
وفي كتاب الاحتجاج (١) : روي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان جالسا ، في بعض مجالسه بعد رجوعه من النهروان ، فجرى الكلام حتّى قيل : «هلّا حاربت أبا بكر وعمر ، كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية»؟
فقال عليهالسلام : «إنّي كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقّي».
فقام إليه الأشعث بن قيس (٢) ، فقال له : «يا أمير المؤمنين ـ لم لم تضرب بسيفك ولم تطلب حقّك»؟
فقاله له : «يا أشعث ـ قد قلت قولا ، فاسمع الجواب وعه ، واستشعر الحجّة ؛ وإنّ لي اسوة بستّة من الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ :
أوّلهم نوح ، حيث قال : «ربّ أنّى مغلوب فانتصر (٣)» ؛ فإن قال
__________________
(١) ـ الاحتجاج : احتجاجه عليهالسلام في الاعتذار من قعوده عن قتال من تآمر عليه ... ، ١ / ٤٤٦.
عنه البحار : ٢٩ / ٤١٧ ، ح ١. وجاء ما يقرب منه في علل الشرائع : باب (١٢٢) العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليهالسلام مجاهدة أهل الخلاف ، ح ٧ ، ١ / ١٤٨.
راجع أيضا : المناقب : ١ / ٢٧٠.
(٢) ـ أشعث بن قيس الكندي ، وفد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفد كندة ، كان عامل عثمان على أذربيجان ، وقد كان عمرو بن عثمان تزوج ابنة الأشعث بن قيس ، فكتب إليه أمير المؤمنين عليهالسلام بعد ما بويع له يدعوه إلى البيعة ، فدخل أشعث في طاعته عليهالسلام ، وكان معه في صفين على معاوية ، وكان من رؤساء الذين ثاروا عليه عليهالسلام عند ما رفع جند معاوية المصاحف مكيدة حتى أجبروه عليهالسلام على قبول التحكيم. راجع اسد الغابة : ١ / ١١٨ ـ ١١٩ ، الترجمة ١٨٥. تاريخ الطبري : وقائع سنة ١٠ ، ٣ / ١٣٨. وقعة صفين : ٢٠ و ٤٨٢ وقد جاء معظم أخباره متفرقة فيه. سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٧ ـ ٤٣.
(٣) ـ اقتباس من الآية الكريمة : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [٥٤ / ١٠].