الأرتّ وابنه وأمّ ولده (١) ، والحارث بن مرّة العبدي (٢) ـ
فبعثت إليهم داعيا ، فقلت : «ادفعوا إلينا قتلة إخواننا».
فقالوا : «كلّنا قتلتهم». ثمّ شدّت علينا خيلهم ورجالهم ، فصرعهم الله مصارع الظالمين.
__________________
(١) ـ كذا في النسخة ومعادن الحكمة وكشف المحجة.
ويظهر أنّ الصحيح : «عبد الله بن خباب بن الأرتّ» فإنه المقتول بيد الخوارج. فقد حكى الطبري (٥ / ٨١ ، وقائع سنة ٣٧) بإسناده عن رجل من عبد القيس كان من الخوارج ثم فارقهم : «دخلوا [الخوارج] قرية ، فخرج عبد الله بن خبّاب صاحب رسول الله ذعرا يجرّ رداءه ... فقدّموه على ضفّة النهر فضربوا عنقه ، فسال دمه كأنّه شراك نعل ، وبقروا بطن أم ولده عمّا في بطنها».
وأمّا أبوه خباب بن الأرتّ فهو ابن جندلة التميمي ، من السابقين إلى الإسلام ، شهد بدرا واحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمذكور في ترجمته أنّه مات بالكوفة مريضا ، ولم يذكر شيء عن قتله بيد الخوارج. وجاء في اسد الغابة : «قال أبو عمر : مات خباب سنة سبع وثلاثين ، بعد ما شهد صفّين مع عليّ ـ رضي الله عنه ـ والنهروان ... وقيل : مات سنة تسع عشرة وصلى عليه عمر» ـ ثم قال : ـ «قلت : الصحيح أنّه مات سنة سبع وثلاثين ، وأنه لم يشهد صفين ، فإنه كان مرضه قد طال به فمنعه من شهودها».
راجع طبقات ابن سعد : ٣ / ١٦٤ ـ ١٦٧. سير أعلام النبلاء : ٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٥.
وقعة صفين : ٣٢٥ و ٥٣٠. اسد الغابة : ١ / ٥٩١ ـ ٥٩٤.
(٢) ـ كان من أمراء الجند في صفين ، قال نصر بن مزاحم : «واستعمل عليّ على الخيل عمّار بن ياسر ... وجعل على رجّالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي».
وحكى الطبري (٥ / ٨٢ ، وقائع سنة ٣٧) عن أبي مخنف : «... فبعث ذلك عليّا ومن معه من المسلمين من قتلهم عبد الله بن خبّاب واعتراضهم الناس ، فبعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم فينظر فيما بلغه عنهم ، ويكتب به إليه على وجهه ولا يكتمه ؛ فخرج حتى انتهى إلى النهر ليسائلهم ، فخرج إليه القوم فقتلوه».