[حرب الجمل]
فأتوا البصرة ـ وأهلها مجتمعون على بيعتي وطاعتي ، وبها شيعتي ـ خزّان بيت مال الله ومال المسلمين ـ فدعوا الناس إلى معصيتي وإلى نقض بيعتي ، فمن أطاعهم أكفروه ، ومن عصاهم قتلوه.
فناجزهم حكيم بن جبلة (١) ، فقتلوه في سبعين رجلا من عبّاد أهل البصرة ومخبتيهم ، يسمّون المثفّنين ـ كأنّ راح أكفّهم ثفنات الإبل ـ وأبى أن يبايعهم يزيد بن الحارث اليشكري (٢) ، فقال : «اتّقيا الله ، إنّ أوّلكم قادنا إلى الجنّة ، فلا يقودنا آخركم إلى النار ، فلا تكلّفونا أن نصدّق المدّعي ونقضي على الغائب ؛ أمّا يميني فشغلها عليّ بن أبي طالب
__________________
(١) ـ حكيم بن جبلة بن الحصين العبدي ، وفي اسد الغابة (١ / ٥٢١) : «حكيم بن جبلة ... وقيل : حكيم ـ بضم الحاء ـ وهو أكثر ، وقيل ابن جبل ... أقام بالبصرة ، فلما قدم إليها الزبير وطلحة مع عائشة وعليها عثمان بن حنيف أميرا لعليّ ـ رضي الله عنه ـ بعث عثمان بن حنيف في سبعمائة من عبد القيس وبكر بن وائل ، فلقى طلحة والزبير بالزابوقة ـ قرب الصبرة ، فقاتلهم قتلا شديدا ، فقتل. وقيل : إن طلحة والزبير لما قدما البصرة استقر الحال بينهم وبين عثمان بن حنيف أن يكفوا عن القتال إلى أن يأتي علي ، ثم إنّ عبد الله بن الزبير بيّت عثمان ـ رضي الله عنه ـ فأخرجه من القصر ، فسمع حكيم ، فخرج في سبعمائة من ربيعة ، فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر ، ولم يزل يقاتلهم حتى قطعت رجله ، فأخذها وضرب بها الذي قطعها فقتله ، ولم يزل يقاتل ورجله مقطوعة ...».
وقال ابن أبي الحديد (شرح نهج البلاغة : ٣ / ٢٧) في فتنة عثمان : «... والذين قدموا من البصرة مائة رجل ، رئيسهم حكيم بن جبلة العبدي ...».
راجع أيضا : ٩ / ٣٢٢ منه.
(٢) ـ لم أعثر على ترجمته.