ـ وإنّما سمّيت جار الصفا لحسنها (١) ـ
ـ فأخذت الحنفيّة ـ خولة ـ واغتنمها خالد منّي ، فبعث بريدة إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم محرّشا عليّ ، فأخبره ما كان من أخذي خولة ؛ فقال :
«يا بريدة ـ حظّه في الخمس أكثر مما أخذ ، إنّه وليّكم بعدي».
سمعها أبو بكر وعمر ـ وهذا بريدة حيّ لم يمت (٢) ـ فهل بعد هذا مقال لقائل؟!
[الشورى بعد عمر]
فبايع عمر دون المشورة ، وكان مرضيّ السيرة من الناس عندهم ، حتّى إذا احتضر قلت في نفسي :
«ليس يعدل بهذا الأمر عنّي للذي قد رأى منّي في المواطن ، وسمع من الرسول».
فجعلني سادس ستّة ، وأمر صهيبا (٣) أن يصلّي بالناس ، ودعا
__________________
(١) ـ الأظهر أن التوضيح من إضافة الرواة.
(٢) ـ أورده أحمد في المسند (٥ / ٣٥١) عن عبد الله بن بريدة ، مع تفصيل أكثر وألفاظ اخر. راجع أيضا : ٥ / ٣٤٧ و ٣٥٠ و ٣٥٨ من المسند.
(٣) ـ صهيب بن سنان ، أسره الروم وهو صغير فنشأ فيهم ، ثم ابتاعه منهم كلب وقدموا مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان وأعتقه ، وقيل : هرب منهم لما كبر وعقل ، وكان من السابقين إلى الإسلام.
توفى سنة ثمان وثلاثين أو تسع وثلاثين بالمدينة. راجع اسد الغابة : ٢ / ٤١٨ ـ ٤٢١ ، الترجمة ٢٥٣٦. سير أعلام النبلاء : ٢ / ١٧ ـ ٢٦. طبقات ابن سعد : ٣ / ٢٢٦.
المعجم الكبير : ٨ / ٢٨ ـ ٤٥.