فصل [٨]
قال السيّد بن طاوس ـ رحمهالله ـ (١) في جواب من اعترض على الإماميّة بتعرّضهم للصحابة :
«وأمّا ما ذكرتم من تعرّض من أشرتم إليه بذمّ بعض الصحابة ، فأنتم تعلمون أنّ كثيرا من الصحابة استحلّ بعضهم دماء بعض في حرب طلحة والزبير وعائشة لمولانا عليّ ، وفي حرب معاوية له أيضا ، واستباحوا أعراض بعضهم لبعض ؛ حتّى لعن بعضهم بعضا على منابر الإسلام ؛ فاولئك هم الذين طرقوا للناس الطعن عليهم ، وبهم اقتدى من ذمّهم أو نسب القبح إليهم ، فإن كان لهم عذر في الذي عملوه ـ من استحلال الدماء واستباحة الأعراض ـ فالذين اقتدوا بهم أعذر وأبعد من أن تنسبوهم إلى سوء التعصّب».
وقال ـ أيضا ـ في موضع آخر (٢) :
«وليس بغريب من قوم قد بلغ اختلالهم وجهلهم وجنونهم إلى أن عرفوا متواترا لا يختلفون فيه أنّ جميع من يعتبر بأعماله من أهل المدينة ـ من الصحابة والتابعين والصالحين ومن حضرهم من سائر المسلمين ـ أجمعوا على أنّ عثمان بن عفّان حلال الدم ، يجب المبادرة إلى قتله ، ولا يحلّ تغسيله ولا الصلاة عليه
__________________
(١) ـ كشف المحجة : الفصل التاسع والسبعون ، ١٠٥.
(٢) ـ كشف المحجة : الفصل الثالث والستون ، ٩٤.