نقض الخلافة ، وإن قاله امتحانا فالصحابة لا يليق بهم الامتحان» (١).
فصل (٢) [٦]
اعلم أنّ مطاعن الثلاثة أكثر من أن تحصى ، وأشهر من أن تخفى ، وكفاك منها تخلّفهم من جيش اسامة مع علمهم بقصد التنفيذ وتأكيد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك باللعن (٣).
__________________
(١) ـ هنا ورد في الطبعة القديمة فصول مطولة ـ ص ١٤٢ ـ ١٥٩ ـ تحتوي على ما كان في غدير خم ومؤامرات المخالفين لذلك في حياة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم أمر السقيفة والقضايا التي بعدها. وقال المؤلف في أولها : «قد صنف بعض أصحابنا رحمهمالله في بيان وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وما تقدم منه النص المتواتر على أهل بيته في وصايته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والاختلاف في الخلافة بعد وفاته ، فإنه بترتيب حسن وسياق لطيف ، سماه ب «التهاب نيران الأحزان» ، رأيت أن اورد خلاصة ما تضمّنه في هذا الكتاب في فصول لتعتبر أولو الأبصار وليذّكر أولو الألباب ؛ وأكثره مما استفاض به الأخبار من الطرفين».
ويظهر من الدقة في نسخة المؤلف ـ قدسسره ـ أنه أورد هذه الفصول أولا ، كما أشار إليها في كتابه «المحجة البيضاء» أيضا (١ / ٢٣٦) حيث قال بعد إيراد النص المذكور بلفظه : «أوردنا شطرا صالحا منه في كتابنا الموسوم بعلم اليقين ، من أراد الاطلاع عليه فيرجع إليه». ثم لم ير التفصيل مناسبا لسياق كتابه هذا ، فأعرض عنه بالمرة وأسقط الأوراق المكتوبة من النسخة ، وكتب بدلا منها الفصول الثلاثة الآتية ووضعها مكان الفصول المحذوفة.
ثم إنّي أيضا لم أر في إيراد هذه الفصول بعد إعراض المؤلف عنها هنا فائدة ، لأن المنقولات مفصلة ، والكتاب المذكور مطبوعة موجودة بمتناول المراجعين ثانيا. وقد مضى القول في تعريف الكتاب وطبعاته في تعليقات الفصل السابق.
(٢) ـ أورد المؤلف هذا الفصل مع زيادات في المحجة البيضاء : ١ / ٢٣٦ ـ ٢٤٠.
(٣) ـ راجع البحث حول تنفيذ جيش اسامة وتخلف المتخلفين عنه في كتاب النص والاجتهاد : المورد الرابع ، ٣٠ / ـ ٤٢.