أحد كان قبلك ، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك ، لضحك إليك ، ولكنّه لا يضحك ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام عليّ وبشّرني بالجنّة».
فقلت لجبرئيل ـ وجبرئيل بالمكان الذي وضعه الله : مطاع ثمّ أمين ـ : «ألا تأمره أن يريني النار»؟ فقال له جبرئيل : «يا مالك ـ أر محمّدا النار». فكشف عنها غطاء ، وفتح بابا منها ؛ فخرج منها لهب ساطع في السماء ، وفارت وارتفعت ، حتّى ظننت ليتنا ولني ممّا رأيت. فقلت : «يا جبرئيل ـ قل له فليردّ عليها غطائها». فأمرها ، فقال : «ارجعي». فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه.
* * *
ثمّ مضيت ، فرأيت رجلا آدم جسيما فقلت : «من هذا يا جبرئيل»؟
فقال : «هذا أبوك آدم». فإذا هو يعرض عليه ذريّته فيقول : «ريح طيّبة من جسد طيّب». ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله سورة المطفّفين على رأس سبع عشرة آية : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ* كِتابٌ مَرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) [٨٣ / ١٨ ـ ٢١] إلى آخرها.
ـ قال : ـ فسلّمت على أبي آدم ، وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي وقال : «مرحبا بالابن الصالح ، والنبيّ الصالح ، والمبعوث في الزمن الصالح». ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس ، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه ، وإذا بيده لوح من نور ينظر فيه ، مكتوب فيه كتابا ينظر فيه (١) ، لا يلتفت يمينا ولا شمالا إلّا مقبلا (٢) عليه به كهيئة الحزين. فقلت : «من هذا ـ يا جبرئيل»؟
__________________
(١) ـ المصدر : وإذا بيده لوح من نور فيه كتاب ينظر فيه.
(٢) ـ النسخة : مقبل (التصحيح من المصدر).