قال : «هذه صخرة قذفتها على شفير جهنّم منذ سبعين عاما ، فهذا حين استقرّت».
ـ قالوا : فما ضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى قبض ـ.
* * *
قال : فصعد جبرئيل ، وصعدت معه إلى السماء الدنيا ، وعليها ملك يقال له إسماعيل ـ وهو صاحب الخطفة التي قال الله عزوجل : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ) [٣٧ / ١٠] وتحته سبعون ألف ملك ، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك ـ فقال : «يا جبرئيل ـ من هذا معك»؟ فقال : «محمّد».
قال : «وقد بعث»؟ قال : «نعم».
ثمّ فتح الباب فسلّمت عليه وسلّم عليّ ، واستغفرت له واستغفر لي ، وقال : «مرحبا بالأخ الصالح ، والنبيّ الصالح».
وتلقّتني الملائكة حتّى دخلت سماء الدنيا ، فما لقيني ملك إلّا ضاحك مستبشر ، حتّى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه ـ كريه المنظر ، ظاهر الغضب ـ فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء ، إلّا أنّه لم يضحك ولم أر فيه [من] (١) الاستبشار ممّا رأيت ممّن ضحك من الملائكة. فقلت : «من هذا ـ يا جبرئيل؟ فإنّي قد فزعت منه».
فقال : «يجوز أن تفزع منه ، فكلّنا نفزع منه ، إنّ هذا مالك خازن النار ، لم يضحك قطّ ، ولم يزل منذ ولّاه الله جهنّم ، يزداد كلّ يوم غضبا وغيضا على أعداء الله وأهل معصيته ، فينتقم الله به منهم ، ولو ضحك إلى
__________________
(١) ـ إضافة من المصدر.