ثمّ ما تضمّنه من الحجج والبراهين على التوحيد والرجعة وإثبات النبوّة والرسالة وتقدير أحكام الشريعة.
ثمّ ما تضمّنه من أخبار الامم السالفة والقرون الخالية ، وما تعنّته أهل الكتاب من سؤالهم عن خفايا الامور الماضية التي لا يعرفها إلّا خواصّ أحبارهم وأكابر علمائهم ـ كقصّة أهل الكهف ، وشأن موسى والخضر ، وقصّة ذي القرنين ـ.
ثمّ ما أخبر به من الأشياء من علم الغيب ، كقوله لليهود : (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ثمّ قال : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) [٢ / ٩٤ ـ ٩٥] فما تمنّاه أحد منهم.
ثمّ ما فيه من الإخبار بضمائر القلوب التي لا يطّلع عليها إلّا علّام الغيوب ؛ كقوله : (إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا) [٣ / ١٢٢]. وقوله : (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) [٨ / ٧].
ثمّ من وجوه إعجازه البواعث المعينة في الليالي على تلاوته ، ومنها هشاشة مخرجه وبهجة رونقه ، وسلاسة نظمه وحسن قبوله ، وأنّ قاريه لا يكلّ وسامعه لا يملّ ، وهذا في غيره معدوم ، مع أنّه ينتقل في السورة الواحدة من وعد إلى وعيد ، ومن ترغيب إلى ترهيب ، ومن ماض إلى مستقبل ، ومن خطاب إلى غيبة ، ومن قصص إلى مثل ، ومن حكم إلى جدل ـ فلا ينبو ولا يتنافر.
* * *