وكان صلىاللهعليهوآله عريض الصدر (١) لا يعدو لحم بعض بدنه بعضا ـ كالمرايا في استوائه ، وكالقمر في بياضه ـ موصول ما بين لبّته وسرّته بشعر منقاد كالقضيب ، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره (٢). وكانت له عكن (٣) ثلاث : يغطّي الإزار منها واحدة وتظهر اثنتان.
وكان عظيم المنكبين أشعرهما (٤) ، ضخم الكراديس (٥) ـ أي رءوس العظام من المنكبين والمرفقين والوركين ، وكان واسع الظهر ، ما بين كتفيه خاتم النبوّة ، وهو مما يلي منكبه الأيمن ، فيه شامة سوداء يضرب إلى الصفرة ، حولها شعرات متواليات ـ كانّها من عرف فرس ـ (٦).
وكان عبل العضدين والذراعين ، طويل الزندين ، رحب الراحتين ، سائل الأطراف (٧) ، وكان أصابعه قصبان الفضّة ، كأنّ كفّه كفّ عطّار طيبا ـ مسّها بطيب أو لم يمسّها ـ يصافحها المصافح فيظلّ يومه يجد ريحها ، ويضع يده على رأس الصبي
__________________
(١) ـ حديث هند بن أبي هالة. دلائل النبوة : ١ / ٢٨٧. معاني الأخبار : ٨٠.
(٢) ـ دلائل النبوة : باب جامع صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ١ / ٢٧٤ ، عن علي عليهالسلام.
(٣) ـ العكنة ـ بالضم ـ : طية من طيات البطن.
(٤) ـ دلائل النبوة (باب صفة ما بين منكبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ١ / ٢٤١) : «عظيم مشاش المنكبين ...». وفي حديث هند بن أبي هالة : «أشعر الذراعين والمنكبين».
راجع أيضا الشمائل النبوية : الباب (١) ، ٤٣ ، ح ٣ ـ ٤.
(٥) ـ حديث هند بن أبي هالة.
(٦) ـ ورد في وصف خاتم النبوة أحاديث مختلفة ، راجع إتحاف السادة المتقين : ٧ / ١٥٢ ـ ١٥٣.
دلائل النبوة : ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٧. الشمائل النبوية : الباب (٢) ، ٥٨ ـ ٦٣.
(٧) ـ في حديث هند بن أبي هالة : «... طويل الزندين رحب الراحة ... سائل الأطراف ...»