وكان يجلس بين أصحابه مختلطا بهم ـ كانّه أحدهم ـ فيأتي الغريب فلا يدري أيّهم هو حتّى يسأل عنه ، حتّى طلبوا إليه أن يجلس مجلسا يعرفه الغريب ، فبنوا له دكّانا من طين ، فكان يجلس عليه (١).
وكان يقول : (٢) «إنّما أنا عبد ، آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد».
وكان لا يأكل على خوان ولا سكرّجة حتّى لحق بالله عزوجل (٣).
فصل [٥]
وعن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه إذا وصف النبي صلىاللهعليهوآله قال (٤) :
«كان أجود الناس ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم بذمّة ، وألينهم عريكة (٥) ، وأكرمهم عشيرة ؛ من رآه
__________________
(١) ـ مضى تخريجه في الفصل السابق.
(٢) ـ جاء مع فرق يسير في اللفظ في طبقات ابن سعد : ذكر صفته في مأكله صلىاللهعليهوآله ، ١ / ٣٨١.
(٣) ـ راجع البخاري : كتاب الأطعمة ، باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسكرجة ، ٧ / ٩١. وباب ما كان النبي وأصحابه يأكلون ، ٧ / ٩٧. الترمذي : كتاب الأطعمة ، باب (١) ، ٤ / ٢٥٠ ، ح ١٧٨٨.
الخوان : المائدة ـ معرب ـ. قال ابن الأثير (النهاية : سكرجة ، ٢ / ٣٨٤) : «لا آكل في سكرجة : هي بضم السين والكاف والراء والتشديد : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الادم ؛ وهي فارسية».
(٤) ـ أخرجه الترمذي مع فروق يسيرة : كتاب المناقب ، باب (٨) ما جاء في صفة النبي صلىاللهعليهوآله ، ٥ / ٥٩٨. وجاء ما يقرب منه في أمالي الطوسي : ٣٤١ ، المجلس الثاني عشر ، ح ٣٥.
عنه البحار : ١٦ / ١٤٧ ، ح ٣.
(٥) ـ في الترمذي : «أجود الناس كفّا ، وأشرحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ...».