فقال له : «مه ـ فضّ الله فاك ـ والذي بعث محمّدا بالحقّ لو شفّع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه الله ـ تعالى ـ فيهم ؛ لأبي يعذّب بالنار وابنه قسيم النار»!؟
ثمّ قال : «والذي بعث محمّدا بالحقّ إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلق إلّا خمسة أنوار : نور محمّد ونوري ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ، ومن ولده من الأئمّة ، لأنّ نورنا الذي خلقه الله ـ عزوجل ـ من قبل خلق آدم بألفي عام».
فصل [٧]
روي أنّ حسّان بن ثابت قال (١) : كنت على سطح في المدينة فسمعت يهوديّا يصرخ : «هذا كوكب أحمد قد طلع ، وهو لا يطلع إلّا بالنبوّة ، ولم يبق من الأنبياء إلّا أحمد».
قال : وكان أبو قيس ـ أحد بني عبد النجار ـ قد ترهّب ، فسمعه ، فقال : «صدق اليهوديّ ، هذا أوان انتظار أحمد ، وهو الذي صنع بي ما صنع». فلمّا ظهر النبيّصلىاللهعليهوآله بمكّة ، آمن به أبو قيس بالمدينة ، ولم يقدر على الذهاب إليه لكبر سنّه.
* * *
ورأى بعض اليهود في ليلة ولادته صلىاللهعليهوآله النجوم وانفضاضها ،
__________________
(١) ـ جاء ما يقرب منه في سيرة ابن هشام : ولادة رسول الله صلىاللهعليهوآله ورضاعته ، ١ / ١٥٩. دلائل النبوة : ١ / ١١٠. المستدرك للحاكم : ٣ / ٤٨٦.