وصّى بحفظه وحسن تربيته ومتابعته أبا طالب ، فقبل أبو طالب ذلك وأشهد الله عليه.
قال الصدوق في إكمال الدين (١) :
«إنّ أبا طالب كان مؤمنا ولكنّه يظهر الشرك ويسرّ الإيمان ليكون أشدّ تمكّنا من نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢)».
وروى بإسناده عن مولانا الصادق عليهالسلام قال (٣) : «إنّ أبا طالب أظهر الكفر وأسرّ الإيمان ، فلمّا حضرته الوفاة أوحى الله ـ عزوجل ـ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اخرج منها ، فليس لك بها ناصر». فهاجر إلى المدينة».
وبإسناده (٤) إلى الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) ـ كمال الدين : الباب السابق : ١٧٤.
(٢) ـ كون أبي طالب مسلما مؤمنا بالنبيّ صلىاللهعليهوآله من الواضحات التي لو لا بغض معاوية وشيعته لابنه أمير المؤمنين وإمام الموحّدين عليهالسلام لم يتردد فيه أحد ، ولكن كثرة الحقد وثوران العناد وما وضع المخالفون فيه من الأحاديث والأقاويل المختلفة ألزم المحققين للخوض في هذا البحث ، فأوردوا فيه أبوابا مفصلة في الكتب المختلفة ، وأفرد البعض في ذلك كتابا مفردة ـ فجزاهم الله عنه خير جزاء المحسنين.
راجع : البحار : ٣٥ / ١٣٨ ـ ١٧٨. الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب للسيد فخّار بن معدّ الموسوي. الغدير : ٧ / ٣٣٠ و ٨ / ٣ ـ ٢٩. أبو طالب مؤمن قريش. وغيرها. ولله در العلامة الأميني ـ قدسسره ـ حيث قال في هذا المقام (الغدير : ٧ / ٤٠٠) : «نعم ـ إنّ في أبي طالب سرّا لا يثبت إيمانه بألف دليل ، وإيمان غيره يثبت بقيل مجهول ودعوى مجردة».
(٣) ـ كمال الدين : الباب السابق ، ١٧٤ ، ح ٣١.
(٤) ـ نفس المصدر : ح ٣٢.