وفي بعض مزامير داود عليهالسلام : «إنّ الله مظهر من صهيون إكليلا محمودا». وصهيون : العرب. والإكليل النبوّة ، ومحمود : محمّد صلىاللهعليهوآله.
وفي مزمور آخر : «تقلّد ـ أيّها الجبّار ـ السيف ، فإنّ ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك ، وسهامك مسنونة ، والامم يخرّون تحتك.
وفي مزمور آخر في صفته : «إنّه يجوز من البحر إلى البحر ، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض ، وإنّه يخرّ أهل الجزائر بين يديه على ركبهم ، وتلحسن أعداؤه التراب ، تأتيه الملوك بالقرابين ، وتسجد وتدين له الامم بالطاعة والاعتقاد ، لأنّه يخلص البائس والمضطهد ممّن هو أقوى منه ، وينقذ الضعيف الذي لا ناصر له ، ويرؤف بالضعفاء والمساكين ، وإنّه يعطي من كلّ ذهب بلاد شيئا ويصلّى عليه ويبارك في كلّ يوم ، ويدوم ذكره إلى الأبد».
* * *
وعن كعب الأحبار (١) : إنّ سليمان ـ على نبيّنا وعليهالسلام ـ مرّ في مسيره إلى اليمن بمدينة طيّبة ، فقال لمن معه : «هذه دار هجرة نبيّ في آخر الزمان ، طوبى لمن آمن به وطوبى لمن اتّبعه وطوبى لمن اقتدى به».
وإنّه مرّ بمكّة فقال : «هذه مخرج نبىّ عربيّ صفته كذا وكذا ، يعطي النصر على جميع من ناواه ، القريب والبعيد عنده في الحقّ سواء ، لا تأخذه في الله لومة لائم».
فقالوا : «أيّ دين يدين به»؟ فقال : «بدين الحنيفيّة».
__________________
(١) ـ أورد المجلسي ـ قدسسره ـ ما يقرب منه (البحار : ١٤ / ٨٣ ـ ٨٤) عن تفسير الثعلبي ، عن كعب.