ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء ، فقد خالف أمر الله ـ عزوجل ـ وجعل الجهّال ولاة أمر الله ، والمتكلّفين بغير هدى ، وزعموا أنّهم أهل استنباط علم الله ، فكذبوا على الله ، وزاغوا عن وصيّة الله وطاعته ، فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك وتعالى ، فضلّوا واضلّوا أتباعهم فلا يكون لهم يوم القيامة حجّة ، إنّما الحجّة في آل إبراهيم ، لقول الله ـ عزوجل ـ : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) [٤ / ٥٤].
والحجّة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتّى تقوم الساعة لأنّ كتاب الله ينطق بذلك ، ووصيّة الله جرت بذلك في العقب من البيوت التي رفعها الله ـ تبارك وتعالى ـ على الناس ، فقال : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [٢٤ / ٣٦]. وهي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمّة الهدى.
فهذا بيان عروة الإيمان التي بها نجا من نجا قبلكم ، وبها ينجو من اتّبع الأئمّة.
وقد ذكر الله ـ تبارك وتعالى ـ في كتابه : (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ* وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* [ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ