[لا يخلو الأرض من خليفة الله تعالى]
ولمّا ثبت أنّ خلق هذا العالم الجسماني إنّما هو لأجل الإنسان ، فالملائكة المدبّرون له كلّهم خادمون له ، مسخّرون لأجله ، مطيعون إيّاه ، سماويين كانوا أم أرضيّين ، موكّلين به أم بسائر ما خلق لأجله (١).
وبالجملة ـ فالغرض الأصلي من خلق الموجودات مطلقا إنّما هو وجود الإنسان الكامل ، الذي هو خليفة الله في أرضه ؛ كما اشير إليه في الحديث القدسي (٢) : «يا ابن آدم ، خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي».
وفي حديث آخر مشهور ـ خطابا لنبيّنا صلىاللهعليهوآله ـ (٣) : «لولاك لما خلقت الأفلاك».
وعن أهل البيت عليهمالسلام (٤) : «نحن صنائع الله ، والناس بعد صنائع لنا ، مصنوعين لأجلنا».
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله (٥) ـ في حديث طويل قاله لأمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ
__________________
(١) ـ كتب أولا ما يلي ثم شطب عليه : «وكأن هذا هو تأويل السجود المأمور به الملائكة لآدم ـ والله أعلم ـ».
(٢) ـ لم أعثر عليه في الجوامع الروائية ، وورد كثيرا في مكتوبات العرفاء ؛ جاء في الفتوحات المكية (١ / ٢٩٥ ، الباب الستون) : «وأنزل الله في التوراة : يا ابن آدم ، خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي».
(٣) ـ أورده المجلسي ـ ره ـ في البحار (١٥ / ٢٨ و ٥٧ / ١٩٩) عن كتاب الأنوار المنسوب إلى الشيخ أبي الحسن البكري ؛ وقد ورد مضمونه في عدة من الروايات منها الذي تذكر بعد الرواية التالية.
(٤) ـ جاء في نهج البلاغة (الكتاب ٢٨) : «... فإنّا صنائع ربّنا والناس بعد صنائع لنا».
(٥) ـ كمال الدين : باب نصّ الله عزوجل على القائم عليهالسلام : ٢٥٤ ، ح ٤.