وأوسطها التسخير
الطبيعي : وهو تسخير جنود القوى النباتيّة ومواضعها له للتغذية والتنمية والتوليد
والجذب والإمساك والهضم والدفع والتصوير والتشكل.
وأعلاها التسخير
النفساني : وهو تسخير الحواسّ :
وهي على صنفين :
صنف من عالم الشهادة ، وصنف من عالم الغيب :
أمّا الأوّل فلا
يستطيعون له خلافا ، ولا عليه تمرّدا ، فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت ، وإذا
أمر اللسان بالتكلّم وجزم الحكم به تكلّم ، وإذا أمر الرجل بالحركة تحرّكت ـ وكذا
سائر الأعضاء الظاهرة.
وأمّا الثاني
فكذلك ، إلّا أنّ الوهم له شيطنة بحسب الفطرة ، يقبل إغواء الشيطان فيعارض العقل
في مقاصده البرهانيّة الإيمانيّة ، فيحتاج إلى تأييد جديد اخرويّ من جانب الله
ليقهره ويغلب عليه ويطرد ظلماته.
وأمّا التسخير
الحقيقي فهو عبارة عن تسخير الله المعاني العقليّة الإلهيّة للكامل من الإنسان ،
وجعله بقوّته الباطنيّة إيّاها صورا روحانيّة ، أو أمثلة غيبيّة موجودة في عالمه
العقلي والخيالي ، ونقله الأشياء من عالم الشهادة إلى عالم الغيب بانتزاعه من
الجزئيّات ، وقبضه الأرواح من موادّ الأجسام والأشباح بإمداد الله من اسمه «القابض»
، راجعا من عالم الدنيا إلى الآخرة ، ومنقلبا من حالة التفرقة والافتراق إلى حالة
الجمع والتلاق ـ انتهى كلامه ـ