إعدادات
علم اليقين في أصول الدين [ ج ١ ]
علم اليقين في أصول الدين [ ج ١ ]
المؤلف :محمّد بن المرتضى [ الفيض الكاشاني ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :انتشارات بيدار
الصفحات :716
تحمیل
وعن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال (١) : «الملائكة على ثلاثة أجزاء : جزء له جناحان ، وجزء له ثلاثة أجنحة ، وجزء له أربعة أجنحة».
رواه في الكافي.
وفي بعض الأخبار (٢) : «إنّ جبرئيل له ستّمائة جناح» (٣).
ومنها : قربهم من الله بالشرف والكرامة : (وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ) [٢١ / ١٩] (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) [٢١ / ٢٦].
ومنها : عصمتهم عن الذنوب والمعاصي : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [٦٦ / ٦] ، وذلك لأنّ المعصية في الحقيقة
__________________
(١) ـ الكافي : كتاب الروضة : ٢٧٢ ، ح ٤٠٣. الخصال : ١ / ١٥٣ ، باب الثلاثة ، ح ١٩١.
عنهما البحار : ٥٩ / ١٧٧ ، ح ١٢.
(٢) ـ البخاري بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم آمين ... ، ٤ / ١٤٠. المسند : ١ / ٣٩٨ و ٤٠٧.
(٣) ـ في هامش النسخة :
قال بعض العارفين : «إنّ أجنحة الملائكة إنّما ينزل بها إلى من هو دونها ، وليس لها قوّة تصعد بها فوق مقامها ، فإذا نزلت بها من مقامها إلى من هو دونها ، رجعت علوا من ذلك الذي نزلت عليه إلى مقامها ـ لا يتعدّاه ـ فما اعطيت الأجنحة إلّا من أجل النزول ، كما أنّ الطائر ما اعطي الجناح إلّا من أجل الصعود ، وإذا نزل نزل بطبعه ، وإذا علا علا بجناحه.
والملك على خلاف ذلك ، إذا نزل نزل بجناحه ، وإذا علا علا بطبعه ؛ فأجنحة الملائكة للنزول إلى ما دون مقامها ، والطائر جناحه للعلو إلى ما فوق مقامه.
وذلك ليعرف كلّ موجود عجزه ، وأنّه لا يتمكّن له أن يتصرّف بأكثر من طاقته التي أعطاه الله ، فالكلّ تحت ذلّ الحصر والتقييد والعجز ، ليتفرّد جلال الله بالكمال على الإطلاق ، لا إله إلّا هو العليّ الكبير ...
وللملائكة مدارج ومعارج يعرجون عليها ، ولا يعرج منهم إلّا من نزل ، فيكون عروجه رجوعا». ـ منه ـ
[مقتبس من الفتوحات المكيّة : الباب الرابع عشر وثلاثمائة : ٣ / ٥٤.]