قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    علم اليقين في أصول الدين [ ج ١ ]

    علم اليقين في أصول الدين

    علم اليقين في أصول الدين [ ج ١ ]

    تحمیل

    علم اليقين في أصول الدين [ ج ١ ]

    373/716
    *

    انتقص روح الإيمان (١) ، وانتقص الإيمان منه ؛ فإن تاب ، الله عليه.

    وقد تأتى على العبد تارات ينتقص منه بعض هذه الأربعة ، وذلك قول الله : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) [١٦ / ٧٠] ؛ فينتقص منه روح القوّة ، ولا يستطيع مجاهدة العدوّ ولا معالجة المعيشة ، وينتقص منه روح الشهوة ، فلو مرّت به أحسن بنات آدم لم يحن إليها ؛ ويبقى فيه روح الإيمان وروح البدن ؛ فبروح الإيمان يعبد الله ، وبروح البدن يدبّ ويدرج ، حتّى يأتيه ملك الموت.

    وأمّا ما ذكره من أصحاب المشئمة فهم (٢) أهل الكتاب ، قال الله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [٢ / ١٤٦ ـ ١٤٧] عرفوا رسول الله والوصيّ من بعده ، وكتموا ما عرفوا من الحقّ بغيا وحسدا ، فسلبهم الله روح الإيمان ، وجعل لهم ثلاثة أرواح : روح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح البدن ؛ ثمّ أضافهم إلى الأنعام فقال : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) [٢٥ / ٤٤] ؛ لأنّ الدابّة ـ يا جابر ـ إنّما تحمل بروح القوّة ، وتعتلف بروح الشهوة ، وتسير بروح البدن».

    وبإسناده عن امير المؤمنين عليه‌السلام ما يقرب من هذا الحديث (٣).

    __________________

    (١) ـ المصدر : من الإيمان (بدلا من : روح الإيمان).

    (٢) ـ المصدر : فمنهم.

    (٣) ـ بصائر الدرجات : الباب السابق : ٤٤٩ ـ ٤٥٠ ، ح ٦. البحار : ٦٩ / ١٨١ ، ح ٣.