فصل (١) [٥]
[الملائكة المغيرة والمصورة]
ويخدم المولّد ملكان : أحدهما يجعل فضلة الهضم الأخير منيّا أو ما يجرى مجراه من بيضة أو بذر ، والثاني يهيّئ كلّ جزء من أجزاء تلك المادة لقبول صورة مخصوصة من واهب الصور ، وهو إنّما يوجد في تلك المادّة المفروزة عند كونها في الرحم أو ما يجرى مجراه خاصّة ، وهذان الملكان ربما اجتمعا في شخص واحد ـ كما في أكثر النباتات ـ وربما افترقا في شخصين ، ذكر وانثى ـ كما في أكثر الحيوانات ـ وإذا اجتمعا حصل التوليد.
ويسمّى الأوّل عند الجمهور بالمغيّرة ، والثاني بالمصوّرة.
أمّا واهب الصور فهو الله ـ سبحانه ـ بتوسّط الملك العقلي الذي هو ربّ نوع النفس النباتيّة المخدوم لهذه الأملاك جميعا ، (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [٣ / ٦] (أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ* أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) [٥٦ / ٥٨ ـ ٥٩].
وعن النبي صلىاللهعليهوآله في وصف ملك الأرحام (٢) : «إنّه يدخل الرحم ، فيأخذ النطفة في يده ، ثمّ يصوّرها جسدا ، فيقول يا ربّ ذكر أم انثى؟
__________________
(١) ـ عين اليقين : ٣٥٠.
(٢) ـ راجع الحديث بألفاظه المختلفة في مسلم : كتاب القدر ، ٤ / ٢٠٣٦ ـ ٢٠٣٨ ، ح ١ ـ ٤.
وورد ما يقرب منه عن علي عليهالسلام في علل الشرائع : باب (٨٥) ، ١ / ٨٥ ، ح ٤.
عنه البحار : ٥ / ١٥٥ ، ح ٦. ٦٠ / ٣٤٠ ، ح ٢٠.