الأرض والتي فيها ، فتأمّل عجائب البحر ، فإنّ عجائب ما فيها (١) ـ من الحيوان والجواهر ـ أضعاف عجائب ما تشاهده على وجه الأرض ، كما أنّ سعته أضعاف سعته [ا] ؛ ولعظم البحر كان فيه من الحيوانات العظام ما يرى ظهورها في البحر فيظنّ أنّها جزيرة ، فينزل الركبان عليها ، فربما يحسّ بالنيران إذا استعملت فيتحرّك ، فيعلم أنّها حيوان (٢) وما [من] صنف من أصناف حيوان البرّ ـ من فرس وطير وبقر وإنسان (٣) ـ إلّا وفي البحر أمثالها وأصنافها ، وفيه أجناس لا يعهد لها نظير في البرّ ، قد ذكرت أوصافها في مجلّدات ، وجمعها أقوام عنوا بركوب البحر وجمع عجائبه.
ثمّ انظر كيف خلق اللؤلؤ (٤) ودوّرها في صدفه تحت الماء ؛ وانظر كيف أنبتت المرجان من صمّ الصخور تحت الماء ـ وإنّما هو نبات على هيئة شجرة تنبت من الحجر ـ.
ثمّ تأمّل ما عداه من العنبر وأصناف النفائس التي يقذفها البحر ويستخرج منها ، كما قال عزوجل : (هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ
__________________
(١) ـ كذا. ولكن في الإحياء والمحجة البيضاء : فيه.
(٢) ـ الغرض ذكر عظم الحيوانات الموجودة في البحار بالنسبة إلى موجودات البرّ ، ولا شك في صحّة ذلك ، فلا يقدح فيه ما جاء في مطاوي الكلام شيئا من هذه المسائل التي ربما كانت مذكورة في القصص والحكايات القديمة أمثال «ألف ليلة وليلة» الواضحة البطلان.
(٣) ـ الإنسان البحريّ ووجودها أيضا من قبيل ما ذكرنا من الأباطيل المذكورة في القصص والأساطير.
(٤) ـ في هامش النسخة :
زابر آورد قطره اى سوىِ يم |
|
ز صلب افكند نطفه اى در شكم |
از آن قطره لؤلؤى لالا كند |
|
وزين صورتى سرو بالا كند |