تعالى ؛ عمقه ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيّات والحيتان ؛ تعلو مرّة وتسفل اخرى ، في قعرها شمس تضيء.
لا ينبغي أن يطّلع عليها إلّا الله الواحد الفرد ؛ فمن اطّلع عليها فقد ضادّ الله عزوجل في حكمه ، ونازعه في سلطانه ، وكشف عن ستره وسرّه ، وباء بغضب من الله ، ومأواه جهنّم وبئس المصير».
وبإسناده (١) عن الزهري (٢) ـ قال : ـ قال رجل لعلي بن الحسين عليهماالسلام :
«جعلني الله فداك ـ أبقدر يصيب الناس ما أصابهم ، أم بعمل»؟
فقال عليهالسلام : «إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح صورة لا حراك لها ؛ فإذا اجتمعا قويا وصلحا ؛ كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئا لا يحسّ ؛ ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ؛ ولكنّهما باجتماعهما قويا ، ولله فيه العون لعباده الصالحين».
ثمّ قال عليهالسلام : «ألا ، [إنّ] (٣) من أجور الناس من رأى جوره عدلا ، وعدل المهتدي جورا ؛ ألا ـ إنّ للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر
__________________
(١) ـ التوحيد : باب القضاء والقدر : ٣٦٦ ، ح ٤. عنه البحار : ٥ / ١١٢ ، ح ٣٩.
(٢) ـ محمد بن شهاب الزهري ، عاميّ من أصحاب السجاد عليهالسلام.
راجع معجم الرجال : ١٦ / ١٨١. تنقيح المقال : ٣ / ١٨٦ ، الترجمة : ١١٣٧٢.
(٣) ـ إضافة من المصدر.