وبإسناده (١) إلى زيد بن وهب (٢) ، أنّه قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن الحجب؟ فقال : «أوّل (٣) الحجب سبعة ، غلظ كلّ حجاب منها
__________________
ـ مثّلوه ، (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) [١٦ / ٦٠] الّذي لا يشبهه شيء ولا يوصف ولا يتوهّم ، فذلك المثل الأعلى ، ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم ، فوصفوا ربّهم بأدنى الأمثال وشبّهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به ؛ فلذلك قال : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [١٧ / ٨٥]. فليس له شبه ولا مثل ولا عدل ، وله (الْأَسْماءُ الْحُسْنى) التي لا يسمّى بها غيره ، وهي التي وصفها في الكتاب فقال : (فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) [٧ / ١٨٠] جهلا بغير علم ؛ فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم ويكفر به ـ وهو يظنّ أنّه يحسن ـ فلذلك قال : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [١٢ / ١٠٦] فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم ، فيضعونها غير مواضعها.
ـ يا حنّان ـ إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أمر أن يتخذ أقوام أولياء ، فهم الذين أعطاهم الله الفضل ، وخصّهم بما لم يخصّ به غيرهم ، فأرسل محمدا صلىاللهعليهوآله فكان الدليل على الله بإذن الله ـ عزوجل ـ حتّى مضى دليلا هاديا ؛ فقام من بعده وصيّه عليهالسلام دليلا هاديا ، على ما كان هو دلّ عليه من أمر ربّه من ظاهر علمه ؛ ثمّ الأئمة الراشدون عليهالسلام».
(١) ـ التوحيد : باب ذكر عظمة الله جلّ جلاله : ٢٧٨ ، ح ٣. الخصال : باب السبعة ، ح ١٠٩ ، ٢ / ٤٠١. البحار عنهما : ٥٨ / ٣٩ ـ ٤٠ ، ح ١.
(٢) ـ عدّه الشيخ في رجاله (رقم ٦ ، ص ٤٢) من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام قائلا : «زيد بن وهب الجهني ، كوفي» وقال في الفهرست (ص ١٤٨) : «زيد بن وهب ، له كتاب خطب أمير المؤمنين عليهالسلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها ...». وقال الذهبي (سير أعلام النبلاء : ٤ / ١٩٦) : «زيد بن وهب ، الإمام الحجة ، أبو سليمان الجهني الكوفي ، مخضرم قديم ، ارتحل إلى لقاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصحبته ، فقبض صلىاللهعليهوآله وزيد في الطريق على ما بلغنا ـ ... توفي بعد وقعة الجماجم ، في حدود سنة ثلاث وثمانين». وحكى ابن الأثير (اسد الغابة (٢ / ١٥٠ ، الترجمة ١٨٧٩) : «... انه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ ، الذين ساروا إلى الخوارج ...».
راجع أيضا معجم الرجال : ٧ / ٣٦٠. طبقات ابن سعد : ٦ / ١٠٢. حلية الأولياء : ٤ / ١٧١ ـ ١٧٤. تذكرة الحفاظ : ١ / ٦٢. غاية النهاية : ١ / ٢٩٩.
(٣) ـ «أوّل» ساقط من الخصال.