هذا الوصف ؛ لكنّ الصمد المطلق هو الذي يقصد إليه في جميع الحوائج ، وهو الله ـ تعالى ـ.
أقول : وللصمد معنى آخر ، وهو الذي لا جوف له ، وهو بهذا المعنى لا يجوز إطلاقه على الله تعالى إلّا مجازا ، لأنّه صفة للأجسام ، والله يتعالى عنها.
قال بعض المحقّقين (١) : «لمّا كان كلّ ممكن فوجوده أمر زائد على أصل ذاته ومقتضى ذاته ، وباطنه العدم واللاشيء ، فهو يشبه الأجوف ، كالحقّة الخالية عن شيء ، والكرة المفرّغة (٢) ، لأنّ باطنه ـ الذي هو ذاته ـ لا شيء محض ، والوجود الذي يحيط به ويحدّده هو غيره ؛ وأمّا الذي ذاته الوجود والوجوب من غير شائبة عدم وفرجة خلل فيستعار له الصمد».
أقول : وحظّ العبد من هذا الوصف أن يقوّي وجوده ويحصّل من صفات الوجود ـ بما هو وجود ـ حظّا وافرا ، حتّى يقرب منه ويبعد عن العدم.
القادر المقتدر
معناهما ذو القدرة ؛ ولكنّ المقتدر أكثر مبالغة ،
والقدرة عبارة عن المعنى الذي به يوجد الشيء متقدّرا بتقدير الإرادة والعلم ، واقفا على وفقهما.
__________________
(١) ـ صدر المتألهين ـ قدسسره ـ : شرح الاصول من الكافي : باب النسبة ، الحديث الثاني.
(٢) ـ حلقة مفرّغة : مصمتة الجوانب ، فارغ جوفها.