المقيت
معناه : خالق الأقوات وموصله (١) إلى الأبدان ـ وهي الأطعمة ـ وإلى القلوب ـ وهي المعرفة ـ فيكون بمعنى الرازق (٢) ، إلّا أنّه أخصّ منه إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت ، والقوت ما يكتفى به في قوام البدن. وإمّا أن يكون معناه المستولي على الشيء ، القادر عليه ، ويرجع إلى العلم والقدرة معا ، وعليه يدلّ قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) [٤ / ٨٥] أي : مطّلعا قادرا.
الحسيب
هو الكافي ، وهو الذي من كان له [كان] (٣) حسبه ، والله ـ تعالى ـ حسب كلّ أحد وكافيه وحده ، ولا يتصوّر حقيقة هذا الوصف لغيره ، فإنّ الكفاية إنّما يحتاج إليه المكفي لوجوده ولدوام وجوده ولكمال وجوده ، وليس في الوجود شيء هو وحده كاف لشيء إلّا الله ـ تعالى ـ بل الأشياء يتعلّق بعضها بالبعض ، وكلّها يتعلّق بقدرة الله ـ تعالى ـ. فليكن حظّ العبد منه أن يكون الله وحده حسبه بالإضافة إلى همّته وإرادته أي لا يريد إلّا الله ، فلا يريد الجنّة ، ولا يشغل قلبه بالنار ليحذر منها ، بل يكون مستغرق الهمّ بالله وحده.
__________________
(١) ـ المصدر : موصلها.
(٢) ـ المصدر : الرزاق.
(٣) ـ إضافة من المصدر.