اللطيف
هو العالم بدقائق المصالح وغوامضها ، السالك في إيصالها إلى المستصلح سبيل الرفق ـ دون العنف ـ ولا يتصوّر كمال ذلك في العلم والفعل إلّا لله ـ تعالى ـ ولن يعرف اللطف في فعله سبحانه إلّا من عرف تفاصيل أفعاله ، وعرف دقائق الرفق فيها ، وبقدر اتّساع المعرفة فيها يتّسع المعرفة بمعنى اسم اللطيف. وشرح ذلك أيضا يستدعى تطويلا ، ثمّ لا يتصوّر أن يفي مجلّدات بعشر عشيره.
أقول : وسنشير إلى جمل من ذلك فيما بعد ـ إن شاء الله ـ.
وحظّ العبد من هذا الوصف ، الرفق بعباد الله واللطف بهم في الدعوة إلى الله والهداية إلى سعادة الأبد ، من غير أذى وعنف ، ومن غير تعصّب وخصام ؛ وأحسن وجوه اللطف فيه الجذب إلى قبول الحقّ بالشمائل والسيرة المرضيّة ، والأعمال الصالحة ، فإنّها أوقع وألطف من الألفاظ المرتّبة.
أقول : وإنّما سمّي فعل ما يقرّب العباد إلى الله ـ تعالى ـ ويبعّدهم عن المعاصي لطفا بهم لأنّ ذلك تلطيف لهم عن كثافة التجسّم ، وتجريد إيّاهم عن المواد الجسمانيّة ؛ وعلى هذا فإطلاق «اللطيف» على الله تعالى بمعنى فاعل اللطف.
وحظّ العبد منه إرشاد العباد إلى ما يقرّبهم إلى الله ـ تعالى ـ ويبعّدهم عن النشأة الفانية.