قلت : «نعم».
ـ قال : ـ فقال : «نفعك الله به وثبّتك ـ يا هشام»؟.
قال هشام : «فو الله ما قهرني أحد في التوحيد ، حتّى قمت مقامي هذا».
وما روي فيه وفي كتاب التوحيد (١) بإسنادهما عنه عليهالسلام ـ قال : ـ «من عبد الله بالتوهّم فقد كفر (٢) ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه ، فعقد عليه قلبه ، ونطق به لسانه في سرّ أمره وعلانيته ، فاولئك هم المؤمنون حقّا».
وفي لفظ آخر (٣) : «فاولئك أصحاب أمير المؤمنين حقا».
فالمراد ب «الاسم» ـ في الخبرين ـ ما يفهم من اللفظ ، وب «المعنى»
__________________
(١) ـ الكافي : باب المعبود : ١ / ٨٧ ، ح ١. التوحيد : الباب السابق : ٢٢٠ ، ح ١٢.
عنه البحار : ٤ / ١٦٥ ـ ١٦٦ ، ح ٧. الوافي : ١ / ٣٤٥ ، ٢٦٨.
(٢) ـ كتب النص التالي في هامش النسخة بلا علامة :
قوله عليهالسلام : «من عبد الله بالتوهم فقد كفر» أي من غير جزم بوجوده ، أو بما يتوهّمه من مفهوم اللفظ ، أي عبد الصورة الوهميّة التي تحصل في ذهنه من مفهوم اللفظ. قوله : «ومن عبد الاسم» أي اللفظ الدال على المسمى أو ما يفهم من اللفظ من الأمر الذهني. قوله عليهالسلام : «دون المعنى» أي ما يصدق عليه اللفظ ، أعني المسمى الموجود في خارج الذهن. والحاصل أن الاسم وما يفهم منه غير المسمى ، فإن لفظ الإنسان ـ مثلا ـ ليس بإنسان ، وكذا ما يفهم من هذا اللفظ بما يحصل في الذهن ، فإنه ليس له جسمية ولا نطق ولا شيء من خواصّ الإنسانية.
(وقد جاء صدر هذه التعليقة فقط ـ إلى قوله : من مفهوم اللفظ ـ في م وع.
وعليه علامة : منه رحمهالله).
(٣) ـ نفس المصدر.