فصل (١) [٣]
أوائل درجات
الإيمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه ـ على اختلاف مراتبها ـ ويمكن معها الشرك (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [١٢ / ١٠٦].
وعنها يعبّر ب «الإسلام» في الأكثر : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [٤٩ / ١٤].
وعن مولانا الصادق عليهالسلام (٢) : «الإيمان أرفع من الإسلام بدرجة ؛ إنّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر ، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن ، وإن اجتمعا في القول والصفة».
وأواسطها تصديقات لا يشوبها شكّ ولا شبهة : (الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) [٤٩ / ١٥]. وأكثر إطلاق الإيمان عليها خاصّة : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [٨ / ٢].
وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ، ومحبّة كاملة لله سبحانه ، وشوق تامّ إلى حضرته المقدّسة : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ [يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
__________________
(١) ـ أورد المؤلف ـ قدسسره ـ هذا الفصل بكامله في عين اليقين : ٢٥٢. والمحجة : ١ / ٢٧٩. وحكاه المجلسي ـ قدسسره ـ في البحار : ٦٥ / ١١٥.
(٢) ـ الكافي : كتاب الإيمان والكفر ، باب أن الإيمان يشرك الإسلام ... : ٢ / ٢٥.