وليعلم أنّ جلّ ما أدركته العقول مقتبس من أنوار الشرع ومرموزاته بل لا يمكن المزيد على ما جاءت به الشرائع ؛ خصوصا شرع نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم فانه لا أتمّ منه ولا أحكم.
رويا في كتابي الكافي والتوحيد (١) بإسناديهما ، عن عاصم بن حميد ـ قال ـ : سئل على بن الحسين عليهماالسلام عن التوحيد ، فقال :
«إنّ الله ـ عزوجل ـ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون ، فأنزل الله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله : (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) فمن رام وراء ذلك ، فقد هلك».
ونبدأ أولا بكلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المرويّ في كتاب التوحيد ، ثمّ كلام أمير المؤمنين عليهالسلام المرويّ فيه وفي الكافي ، ثمّ سائر كلماته ـ صلوات الله عليه وآله ـ المنقولة من نهج البلاغة ، إلّا ما نضيفه إلى غيره. وأمّا كلمات سائر أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ فقد أوردناها في مواضعها متفرّقة ، وكذا بعض الآيات القرآنيّة ، مع أنّها مستغنية عن الذكر.
__________________
(١) ـ الكافي : باب النسبة ، ١ / ٩١ ، ح ٣. التوحيد : باب أدنى ما يجزى من معرفة التوحيد ، ٢٨٣ ، ح ٢. عنه البحار : ٣ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، ح ٢١. واللفظ للكافي.