عالما وقادرا إلّا لأنّه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين؟ وكلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم ، والباري تعالى واهب الحياة ومقدّر الموت ؛ ولعلّ النمل الصغار تتوهّم أنّ لله تعالى زبانيتين ـ فإنّهما كمالها ـ وتتصوّر أنّ عدمهما نقصان لمن لا يكونان له ؛ هكذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به فيما أحسب ، وإلى الله المفزع» (١). ـ انتهى كلامه صلوات الله عليه.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) : «إنّ الله لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ، وكلّ ما وقع في الوهم فهو بخلافه» (٣).
فسبحانه سبحانه ، ما أعلى شأنه ، وأبهر برهانه ، وأعظم امتنانه.
__________________
(١) ـ كتب في الهامش ما يلي : «مراده عليهالسلام أنّ الله عزوجل منزّه عن كلّ وصف من أوصاف الكمال ، الذي يظنّه أكثر الخلق ، لأنّ الخلق إنّما يصفونه بما هو كمال في حقّهم ، والله تعالى منزّه عن أوصاف كمالهم ، كما أنّه عزوجل منزّه عن أوصاف نقصهم ، وكلّ صفة يصفه به الخلق ممّا يدركه حسّ أو يتصوّره خيال ، أو يسبق إليه وهم ، أو يختلج به ضمير ، أو يفضي به فكر ؛ فهو مقدّس عنها وعمّا يشبهها ، ولو لا ورود الرخصة والإذن بإطلاقها عليه لم يجز إطلاق أكثرها ؛ ف (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [٣٧ / ١٨٠ ـ ١٨٢] ـ منه».
(٢) ـ لم أجده عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنه ورد بلفظه في التوحيد (باب معنى الواحد والتوحيد والموحّد ، ٨٠ ، ح ٣٦) عن الصادق عليهالسلام. وروى الكليني ـ قدسسره ـ (الكافي : باب إطلاق القول بأنه شيء : ١ / ٨٢ ، ح ١) عن الباقر عليهالسلام : «... فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام ...».
(٣) ـ في هامش النسخة :
اى برتر از خيال وقياس وگمان ووهم |
|
وز هرچه گفته اند وشنيديم وخوانده ايم |
مجلس تمام گشت وبه آخر رسيد عمر |
|
ما همچنان در اوّل وصف تو مانده ايم |