فصل [١٧]
[شمول إرادته تعالى]
ولمّا كانت إرادته سبحانه بالنسبة إلى المراد نفس الإيجاد ، فكلّما أراد شيئا وجد ، فقدرته عامّة وسعت كلّ شيء.
وأمّا الممتنع فليس بشيء حتّى يسعه القدرة ، فعدم دخوله تحت الوجود ليس نقضا على ذلك ، ولا نقصا على الله سبحانه وتعالى (١).
روي في كتاب التوحيد (٢) بإسناده عن مولانا الصادق عليهالسلام ، قال : قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : «هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن يصغر الدنيا ، أو يكبر البيضة»؟
قال : «إنّ الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز ، والذي سألتني لا يكون».
__________________
(١) ـ كتب المؤلف هنا ما يلي ثم شطب عليه :
«تبّا وتعسا لمن يتوهّم أنّ الله ـ سبحانه ـ لا يقدر على إخراج إبليس من مملكته ، أو لا يقدر أن يدخل السماوات في سمّ خياط ، أو نحو ذلك.
فإنّ هذا المسكين لا يفهم ـ مع قطع النظر عن المصالح التي روعيت في خلق إبليس ـ أنّ العجز في عدم الاخراج إنّما هو من عدم المملكة التي غير مملكة الله ، حتى يتصوّر إخراجه إليها ، ولبس من عدم القدرة من الخالق ، وكذا العجز في الثاني إنّما هو من الإبرة ـ دونه تعالى».
(٢) ـ التوحيد : باب القدرة : ١٣٠ ، ح ٩. البحار : ٤ / ١٤٣ ، ح ١٠.