فصل (١) [١٥]
[إرادته تعالى]
وأمّا إرادته سبحانه : فهي من حيث نسبتها إليه سبحانه عين ذاته جلّ وعزّ ، وأمّا من حيث إضافتها إلى المراد فإنّها محدثة ، إلّا أنّها ليست كإرادتنا مقدّمة على الفعل ، بل هي هناك نفس الفعل والإيجاد.
قال مولانا الكاظم عليهالسلام (٢) : «الإرادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل ، وأمّا من الله ـ عزوجل ـ فإرادته إحداثه لا غير ذلك ، لأنّه لا يروّي ولا يهمّ ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفيّة عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله ـ تعالى ـ هي الفعل ، لا غير ؛ يقول له : «كن» فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّة ولا تفكّر ، ولا كيف لذلك ؛ كما أنّه بلا كيف» ـ رواه في كتاب التوحيد (٣) ـ.
قال الله ـ عزوجل ـ : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [٣٦ / ٨٢].
__________________
(١) ـ راجع أيضا الوافي : ١ / ٤٤٧.
(٢) ـ كذا فيما عندي من نسخ الكتاب ، ولكن الرواية مرويّة عن الرضا عليهالسلام ، ولذلك أورده الصدوق ـ قدسسره ـ في عيون أخبار الرضا عليهالسلام أيضا ؛ والأظهر أنّه سهو نشأ مما قاله صفوان بن يحيى ـ الراوي ـ : قلت لأبي الحسن عليهالسلام.
(٣) ـ التوحيد : باب صفات الذات وصفات الأفعال : ١ / ١٤٧ ، ح ١٧. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : باب ما جاء عن الرضا عليهالسلام من الأخبار في التوحيد : ١ / ١١٩ ، ح ١١.
الكافي : باب الإرادة أنها من صفات الفعل : ١ / ١٠٩ ، ح ٣. وروى الشيخ صدر الحديث في أماليه : المجلس الثامن ، ٢١١ ، ح ١٥. البحار : ٤ / ١٣٧ ، ح ٤. راجع أيضا ما كتبه المؤلف ـ قدسسره ـ شرحا لهذه الرواية في كتابه الوافي : ١ / ٤٥٦.