وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين ، حدثني ابن سابط وغيره أن أبا جهم بن حذيفة قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ، ومعي شنة من ماء ... فذكر القصة.
قال ابن سعد : مات في آخر خلافة معاوية.
قلت : وما تقدم عن الزبير أنه حضر بناء الكعبة إن ثبت يدلّ على أنه تأخر إلى أول خلافة ابن الزبير ، ويؤيّده ما رواه ابن أخي الأصمعي في النوادر عن عمه ، عن عيسى بن عمر ؛ قال : وفد أبو جهم على معاوية ثم على يزيد ، ثم ذكر قصة له مع ابن الزبير.
٩٧٠٤ ـ أبو الجهيم بن الحارث بن الصمّة (١) بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عامر بن مالك بن النجار الأنصاري.
وقيل في نسبه غير ذلك ، فقيل اسمه عبد الله ، وقيل اسمه الحارث بن الصمة ، ورجّحه ابن أبي حاتم ، ثم ترجمه ابن أبي حاتم أيضا عبد الله بن جهيم أبو جهيم جعله اثنين.
وقال ابن مندة : أبو جهيم بن الحارث ، ويقال عبد الله بن جهيم بن الحارث بن الصمة ، فجعل الحارث بن الصمة جده ؛ وما أظنه إلا وهما ، وتبعه ابن الأثير ، ونسبه إلى الاستيعاب أيضا.
وحديث أبي جهيم بن الحارث في الصحيحين وغيرهما من رواية عن مالك ، عن أبي النضر ، عن بشر بن سعيد ـ أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله : ما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المارّ بين يدي المصلي ما ذا عليه؟ الحديث.
وقد رواه ابن عيينة ، عن أبي النضر ، عن بشر ؛ قال : أرسلنى أبو جهيم عبد الله بن جهيم إلى زيد بن خالد ، وهو مقلوب ؛ أخرجه ابن ماجة ، وأخرجه مسلم معلقا ، ووصله البخاريّ وأبو داود والنّسائيّ من طريق الأعرج ، عن عمير مولى ابن عباس ؛ قال : أقبلت أنا وعبد الله بن يسار حتى دخلنا على أبي جهيم ؛ فقال : أقبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم من نحو بئر جمل (٢) فلقيه رجل فسلم عليه ... الحديث في التيمم قبل قبل ردّ السلام.
ورواه ابن لهيعة ، عن عبد الله بن يسار ، عن أبي جهيم. أخرجه أحمد.
ولأبي جهيم حديث آخر أخرجه أحمد والبغويّ من طريق يزيد بن خصيفة ، عن
__________________
(١) المغني للهندي ٢٨٧ ـ تهذيب الكمال ١٥٩٤.
(٢) بئر جمل : موضع بالمدينة فيه مال من أموالها. انظر : معجم البلدان ١ / ٣٥٥.