وذكر جمع من الرافضة أنه مات مسلما ، وتمسكوا بما نسب إليه من قوله :
ودعوتني وعلمت أنّك صادق |
|
ولقد صدقت فكنت قبل أمينا |
ولقد علمت بأنّ دين محمّد |
|
من خير أديان البريّة دينا |
[الكامل]
قال ابن عساكر في صدر ترجمته : قيل إنه أسلم ، ولا يصحّ إسلامه.
ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب ، منها ما أخرجه من طريق يونس بن بكير ، [٢١٥] عن محمد بن إسحاق ، عن العباس بن عبد الله بن سعيد بن عباس ، عن بعض أهله ، عن ابن عباس ، قال : لما أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا طالب في مرضه قال له : «يا عمّ ، قل لا إله إلّا الله ـ كلمة أستحلّ بها لك الشّفاعة يوم القيامة» (١). قال : يا ابن أخي ، والله لو لا أن تكون سبة علي وعلى أهلي من بعدي يرون أني قلتها جزعا عند الموت لقلتها ، لا أقولها إلا لأسرك بها. فلما ثقل أبو طالب رئي يحرّك شفتيه ، فأصغى إليه العباس فسمع قوله ، فرفع رأسه عنه ، فقال : قد قال والله الكلمة التي سأله عنها.
ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشميّ ، عن أبيه : سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول : سمعت أبا رافع يقول : سمعت أبا طالب يقول : سمعت ابن أخي محمد بن عبد الله يقول : «إنّ ربّه بعثه بصلة الأرحام ، وأن يعبد الله وحده ، لا يعبد معه غيره» ، ومحمد الصدوق الأمين.
ومن طريق ابن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن أبي عامر الهوزني ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج معارضا جنازة أبي طالب ، وهو يقول : «وصلتك رحم».
ومن طريق عبد الله بن ضميرة ، عن أبيه ، عن علي ـ أنه لما أسلم قال له أبو طالب : الزم ابن عمك.
ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى ، عن رؤية بن العجاج ، عن أبيه ، عن عمران بن حصين ـ أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم قبل جناح ابن عمك ، فصلى جعفر مع النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصحيح ٢ / ١١٩ بنحوه. ومسلم في الصحيح ١ / ٥٤ عن المسيب بلفظه كتاب الإيمان (١) باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ... (٩) حديث رقم (٢٩ / ٢٤) ، وابن سعد في الطبقات ١ : ١ : ٧٧.
والبيهقي في دلائل النبوة ٢ / ٣٤٣ ، وأبو عوانة في المسند ١ / ١٤ ، ١٥ ، وأورده السيوطي في الدر المنثور ٥ / ١٣٤.