وأخرج أحمد من طريق عراك بن مالك ، قال : قال أبو ذر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها ، وإنّه والله ما منكم من أحد إلّا وقد نشب (١) فيها بشيء غيري» (٢) رجاله ثقات ، إلا أن عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع.
وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا ، لكن سنده ضعيف ، قال الإمام أحمد في كتاب الزهد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو ، سمعت عراك بن مالك يقول : قال أبو ذر : إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم القيامة ، وذلك أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها ، وإنّه والله ما منكم من أحد إلّا وقد نشب فيها بشيء غيري».
وهكذا أورده في المسند ، وأظنه منقطعا ، لأن عراكا لم يسمع من أبي ذر.
روى أبو ذرّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم. روى عنه أنس ، وابن عباس ، وأبو إدريس الخولانيّ ، وزيد بن وهب الجهنيّ ، والأحنف بن قيس ، وجبير بن نفير ، وعبد الرحمن بن تميم ، وسعيد بن المسيب ، وخالد بن وهبان ابن خالة أبي ذر ، ويقال ابن أهبان ، وقيل ابن أخيه ، وامرأة أبي ذر (٣) ، وعبد الله بن الصامت ، وخرشة بن الحر ، وزيد بن ظبيان ، وأبو أسماء الرّحبي ، وأبو عثمان النهدي ، وأبو الأسود الدؤلي ، والمعرور بن سويد ، ويزيد بن شريك ، وأبو مراوح الغفاريّ ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن حجيرة ، وعبد الرحمن بن شماسة ، وعطاء بن يسار ، وآخرون.
قال أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن هانئ بن هانئ ، عن علي : أبو ذر وعاء مليء علما ثم أوكئ عليه.
أخرجه أبو داود بسند جيد ، وأخرجه أبو داود أيضا ، وأحمد عن عبد الله بن عمرو : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما أقلت الغبراء ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذرّ».
__________________
(١) يقال : نشب بعضهم في بعض أي دخل وتعلق ، ونشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه. النهاية ٥ / ٥٢.
(٢) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١ / ١٦٢ قال الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٣٠ رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب والله أعلم. وكنز العمال حديث رقم ١٠٦٨ ، ٣٦٨٩١.
(٣) في أأبي ذر وقيل : ابن أخته وعبد الله بن الصامت.